Headlines
Publié :jeudi 5 juin 2014
Par EDVAC

باسم يوسف يطوي صفحة "البرنامج؟"





بأناقته المعهودة وابتسامته المحبوبة، حاول باسم يوسف إكساب مشهد وداع "البرنامج؟" طابعاً مرحاً، رغم ثقل الموقف عليه وعلى فريق العمل. هذه المرة، لم يجلس باسم خلف مكتبه للقاء الجمهور، بل لمخاطبة صحافيين، في لحظة وداع ربما تكون الأخيرة. الضغوط تزايدت والحصار اشتدّ، يقول، من دون أن يفصح عن طبيعة الضغوط بشكل صريح، وإن كانت أغلب التكهنات تشير إلى تعليمات تلقتها قناة "أم بي سي مصر"، من الحكومة المصرية وملك السعودية لوقف البرنامج الكوميدي العربي الأشهر في تاريخ التلفزيون.

يطوي باسم يوسف صفحة "البرنامج؟"، من دون أن يعلن اعتزال العمل الإعلامي. يتحدث عن مشاريع معروضة عليه، ما يجعله ربما يتجنّب الحديث عن تفاصيل المنع هذه. يفرض الميثاق السري لعمل الإعلاميين أن لا تحرق أوراقك، وأنا تحافظ على الأبواب مفتوحة. لكنّ باسم لا يريد كلّ الأبواب. سيؤكّد مرة أخرى أنَّه لن يتوجه إلى أيَّ قناة أجنبية. أما عربياً فلن يذهب أبداً إلى "الجزيرة" أو "المشرق" أو أي قناة من القنوات الإخوانية. يقول باسم في كلّ مرة أنّه ليس ثورياً ولا صوتاً للثورة، لكنّه ليس بعيداً عن صفة السياسي، لديه توازناته ومواقفه وخطوطه الحمراء الخاصة، لهذا يرفض العمل مع قنوات "رابعة".. وفي مشهد إعلامي شديد الاستقطاب لن يجد مجالاً في قنوات "تحيا مصر".
البرنامج بشكله الحالي، لناحية ديكور المسرح ومضمون الفقرات، لم يفتح نافذة جديدة على السخرية فحسب، بل أحدث تغييراً في طبيعة البرامج التلفزيونية الترفيهيّة أيضاً، إلى جانب محاولته صناعة ذائقة فنيّة جديدة، من خلال إتاحة الفرصة لفرق وموسيقيين لا يتجاوز جمهورهم الآلاف، لمخاطبة الملايين. كل ذلك تطلّب ميزانية إنتاجية مرتفعة لا يمكن تغطية تكاليفها بالعودة إلى "يوتيوب"، والاعتماد على عائداته الإعلانية. يدرك باسم هذه الحقيقة، وكان هذا ملخص رده على الدعاوى التي طالبته بالعودة إلى "يوتيوب". يحتاج "يوتيوب" إلى نمط عمل فني مختلف، ويبدو أنّ باسم حالياً أكثر اهتماماً بالتلفزيون، ويعدّ "يوتيوب" مرحلة صارت خلفه، ولن يعود إليها.
خلال السنوات الماضية أصبح باسم أيقونة تلفزيونيّة تتنافس عليه الشبكات طمعاً في الإيرادات وعائد الإعلانات. لكن في الوقت ذاته، لا تتحمل تلك الشاشات تبعات الغضب السياسي التي يجلبها برنامجه. مع إعلان توقف البرنامج، كانت معظم ردود الفعل مرحبة بذلك في الإعلام المصري، وذلك ما يعطي انطباعاً أن الرقابة هذه المرة لم تعد مفروضة من قبل سلطة حاكمة، بل من قبل شبكات التلفزيون والصحافة المصرية التي دخلت في تحالف معلن مع السيسي، وقررت عوضاً عنه القيام بالمهام القذرة من التشهير، الانتقال إلى الرقابة والتهليل للأشقاء العرب الذين يخافون على مصر من برنامج تلفزيوني فينهونه.
المشهد الأكثر حزناً من انتهاء البرنامج في المؤتمر الصحافي، كان طبيعة الحضور من الصحافيين. لم تصدر الأسئلة المفيدة إلا من بعض المراسلين الأجانب، أما الصحافيون المصريون فقد أخذوا يكرّرون السؤال ذاته، بعزيمة لا تنضب "ما هي أسباب المنع؟". حتى أن باسم لم يجد إجابة سوى اقتباس عبارة الرئيس السيسي "مش قادر أديك". باسم لم يفوت وجود الصحافيين من دون التهكم على الصحف التي يعملون فيها، والتي نشر بعضها تقارير مغلوطة عنه وعن البرنامج... حتى أنه دعا هؤلاء الصحافيين، من باب التهكّم، إلى الانضمام إلى طاقم عمل البرنامج.
انتهى المؤتمر، عاد باسم إلى بيته في انتظار عروض جديدة للعمل الإعلامي، بينما الساحة متروكة الآن لهؤلاء الصحافيين وصحفهم وإعلامهم

Auteur

Ecrit parEDVAC on 6/05/2014. sous , . suivez les réponses à cette entrée via son RSS 2.0.

By EDVAC on 6/05/2014. Filed under , . Follow any responses to the RSS 2.0. Leave a response

Gagner de L'argent

Traduire

Fourni par Blogger.